اكتشفوا المسار والرؤية والإنجازات الكبرى للنساء والرجال الذين يصنعون مستقبل جامعة الفضاء الأورومتوسطية.
m-hassan.farih@ueuromed.org
عميد الإف إم
أنا المولى الحسن فاريح، أستاذ في الجراحة البولية، وعميد كلية الطب بجامعة يوروميد بفاس حالياً.
شغوفًا بالتدريب الطبي، كرست جزءًا كبيرًا من عملي لرعاية الطلاب وتطوير منهجيات تعليمية جديدة ترتكز على التعلّم النشط.
بدأت دراستي الابتدائية في واحة من واحات الرشيدية، ودراستي الثانوية في أول ثانوية عسكرية ملكية، التي كانت آنذاك تقع داخل القاعدة الأمريكية الثالثة بالقنيطرة.
بعد حصولي على البكالوريا العلمية بثانوية ديكارت، التحقت بكلية الطب بالرباط. وبعد نجاحي في مباراة الإقامة، ناقشت أطروحتي للدكتوراه في الطب قبل أن أحقق نجاحاً ثانياً في مباراة تسمى تخصص مساعدية في الجراحة العامة، ثم توجهت نحو التخصص الدقيق المتمثل في جراحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي أفيسان بالرباط. كما تابعت تدريبات تكميلية، خاصة في مجال دراسة ديناميكا البول، بفرنسا، إلى جانب البحث السريري والنشر العلمي.
يتوج النجاح في مسابقة الإجازة هذه المسيرة.
على الصعيد المهني، كان لي شرف مرافقة انطلاقة كلية الطب العمومية بفاس في سبتمبر 1999. كمُساعد عميد ثم عميد بدوام كامل لما يقارب أربعة عشر عاماً، تابعتُ برفقة بعض الأصدقاء المراحل المختلفة، مع إنشاء تعليم ذي جودة، مدعومٍ بهيئة تدريسية مُلتزمة قادمة من ليون.
في عام 2001، مع الدفعة الثالثة، تم إطلاق التدريبات المستشفوية في مستشفيي فاس (الغساني وابن الخطيب). تولّيت رئاسة قسم المسالك البولية لتشكيل فريق مستشفوي-أكاديمي في 2001. كما تابعتُ مع زملائي مراحل بناء المستشفى الجامعي الحسن الثاني منذ البداية.
لحوالي عشرين عامًا، واجه ثنائي كلية الطب والمستشفى الجامعي بفاس العديد من التحديات (في مجالات التدريس والجراحة التجريبية والتدخلات البارزة — مثل زراعة الكلى وزرع القوقعة…).
شُقَّتي المهنية تأسست على الممارسة المستشفوية، والنقل المعرفي، والتعليم (ألف دكتوراه وثَّقت توقيعي، وأكثر من 400 أطروحة، ونحو خمسين طبيب مسالك بولية محلياً - منهم 8 أساتذة وأطباء أفارقة تدرَّبوا تحت إشرافي).
بوصولي حالياً إلى منصب عميد كلية الطب في يوروميد، يظل التزامي كما هو. فالرعاية القريبة من الطلاب، والابتكار في المناهج التعليمية، والسير نحو التميز تبقى همي الأساسي.
بالنسبة لي، كوني طبيبة يعني أن أكون قادرة على الاستماع، والمشاركة، وفهم معاناة الآخر بتعاطف وطيبة. المهارة التقنية أمر أساسي لكن لا ينبغي أبداً أن تطغى على الأخلاق والإنسانية.
أشجع طلابي على تنمية الدقة العلمية مع الحفاظ على الاهتمام بمعاناة المريض وكرامته.
هذه المسيرة المهنية، التي اتسمت بالتواجد للآخرين والرحمة اللامحدودة والتواضع الدائم، منحتني في المقابل صداقة أجيال من الطلاب والأطباء والأخصائيين التي أعتز بها وأشكر عليها. كما جلبت لي اعترافًا أكاديميًا (أستاذ فخري في جامعتي السابقة)، لكن الأهم من ذلك وسامًا ملكيًا أحمله في قلبي بفخر، وسام شخصٍ قدّم بتواضع لبنة في صرح وطننا العظيم المغرب، ذي الجذور الألفية والمستقبل الزاهر.